رحلة النجاة من صدمة ما بعد الولادة
تُعدّ الولادة حدثًا فريدًا ومميزًا في حياة كل امرأة، إلا أنها قد تصبح تجربة صعبة وصادمة بالنسبة لبعضهنّ، تُشير صدمةما بعد الولادة إلى مجموعة من المشاعر والأعراض السلبية التي قد تنتاب الأم بعد الولادة مباشرة أو خلال الأسابيع أو حتى الأشهر التالية لها.
ما هي صدمة ما بعد الولادة؟
هي مجموعة من المشاعر والأعراض السلبية تحدث بعد الولادة قلق شديد وحزن وتوتر وعُزلة غالبًا ما يرجع التأثير العاطفي لصدمة ما بعد الولادة إلى الاختلاف بين توقعاتك للمخاض والولادة وما حدث بالفعل، يمكن أن يؤثر أيضًا على شريكك.
تظهر الأبحاث أن حوالي امرأة من كل 10 نساء يعانين من صدمة ما بعد الولادة، وتظهر عليهم بعض أعراض الصدمة، مثل القلق الشديد أو الاكتئاب.
ما هي أعراض الصدمة الولادية؟
قد تشمل أعراض الصدمة الولادية ما يلي:
- تجنب الحديث عن الولادة أو تجنب التذكير بالولادة.
- التعرض لتغيرات مزاجية مثل الشعور بالحزن أو الغضب أو الانزعاج أو الانفعال.
- الإصابة بنوبات الذعر وزيادة القلق.
- تجنب الأشخاص أو الأماكن أو المواقف المرتبطة بالصدمة.
- صعوبة النوم.
- اليقظة المفرطة والقلق من حدوث شيء سيئ لطفلك.
- زيادة الاكتئاب.
ما هي عوامل الخطر لصدمة الولادة؟
قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بصدمة مرتبطة بالولادة إذا تعرضت لأحداث أو مشاعر مؤلمة أثناء الحمل أو المخاض أو الولادة أو خلال فترة ما بعد الولادة.
تتضمن أمثلة العوامل التي قد تساهم في الصدمة المرتبطة بالولادة ما يلي:
- التعرض للألم أو الإجهاد الجسدي.
- عدم تلقي ما يكفي من مسكنات الألم.
- تعاني من ضائقة عاطفية أو مخاوف من أنك ستموتين.
- عدم الاستعداد للأحاسيس والعواطف والتدخلات الصعبة التي مررت بها.
- الشعور بفقدان السيطرة أو عدم الاحترام.
- الشعور بالخروج عن السيطرة أو الإجبار على اتخاذ قرارات بشأن الرعاية.
- الشعور بالوحدة أو عدم الدعم من شريكك.
- الانفصال عن طفلك، على سبيل المثال تحتاج الأم أو الطفل إلى التواجد في مركز الرعاية الخاصة.
وهناك عوامل خطر موجودة قبل المخاض والولادة، ومنها ما يلي:
- الاعتداء الجنسي السابق أو غيره.
- مخاوف تتعلق بالصحة النفسية.
- إصابات الولادة مسبقًا.
- ولادة جنين ميت سابقة أو حمل صعب.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يمكن أن تؤدي تجربة الولادة المؤلمة في بعض الأحيان إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، إذا وجدت نفسك تعانين من القلق الشديد أو التوتر أو الذعر أو اضطرابات النوم أو ذكريات الماضي استجابةً للمحفزات التي تذكرك بالولادة (مثل الأطفال حديثي الولادة والمستشفيات والأطباء وأقنعة الوجه) فقد تكونين تعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، يتطلب علاج اضطراب ما بعد الصدمة رعاية صحية نفسية متخصصة، إذا وجدت نفسك تعانين من أي مشاعر صعبة أو مزعجة، فمن المهم طلب المشورة من مقدم رعاية صحية موثوق به في أقرب وقت ممكن.
من هي الأكثر عرضة لخطر اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة؟
أي صدمة ولادة يمكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة، يمكن أن تؤثر هذه الحالة على أي امرأة أنجبت مؤخرًا، تكون المرأة التي تعرضت لصدمة سابقة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، معرضة لخطر كبير بشكل خاص.
تشمل التجارب أثناء الولادة التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:
- احتياج الطفل للذهاب إلى NICU (وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة).
- التفاف الحبل السري حول رقبة الطفل.
- الشعور بالعجز أو عدم السيطرة (مثل أن يتم فحصك دون موافقتك).
- قلة الدعم أو الطمأنينة أثناء الولادة.
- عملية قيصرية غير مخطط لها.
- مضاعفات جسدية شديدة منذ الولادة، مثل النزيف، أو استئصال الرحم غير المخطط له.
- استخدام جهاز الشفط أو الملقط أثناء الولادة.
كيفية التعافي من صدمة الولادة؟
هناك خطوات لعلاج صدمة الولادة واضطراب ما بعد الصدمة عند الولادة، ومنها مايلي:
- العلاج السلوكي المعرفي ( CBT )
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأفراد على إعادة صياغة أنماط التفكير السلبية المتعلقة بالحدث المؤلم وتطوير استراتيجيات التكيف مع أعراض الصدمة.
- العلاج الجماعي
يمكن أن يؤدي تبادل الخبرات مع الآخرين الذين واجهوا تحديات مماثلة إلى التحقق من صحة المشاعر وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع.
- علاج الأزواج
بالنسبة للشركاء، فإن التغلب على صدمة الولادة معًا يمكن أن يعزز علاقتهم ويحسن التواصل.
- العناية بجسدك
لدى العديد من الأمهات مشاعر متضاربة تجاه أجسادهم بعد الولادة المؤلمة، يمكن أن يساعد في إيجاد طرق لإعادة الاتصال بجسدك والعناية به، قد يشمل ذلك حمامًا دافئًا أو الذهاب في نزهة على الأقدام، والاهتمام بوضع نظام غذائي متوازن و ممارسة النشاط البدني والهوايات حسب ما يسمح به جسدك أوممارسة تقنيات اليقظة والاسترخاء.
- التعبير عن مشاعرك
قد تكون المشاعر غير المعلنة مثل الغضب أو الحزن غير مريحة، فا من المفيد أن تشعرين بمشاعرك وتستكشفينها و تعبرين عنها.
- بناء شبكة داعمة
يمكن أن يوفر إنشاء شبكة دعم مع الأصدقاء والعائلة ومجموعات الدعم شريان الحياة أثناء عملية الشفاء، فوجودكِ وسط مجموعة من الأشخاص الداعمين لكِ يوفر شعورًا بالانتماء والتفاهم.
- التوعية
يمكن أن تكون مشاركة القصص الشخصية عن صدمة الولادة أمرًا مخففًا لرواة القصص ومنيرًا للمستمعين، يمكن لهذه الروايات أن تتحدى وصمة العار المحيطة بصدمة الولادة وتشجع الآخرين على طلب المساعدة.
- دور مقدمي الرعاية الصحية
يمكن لمقدمي الرعاية الصحية منع وتخفيف آثار صدمة الولادة من خلال ممارسة التعاطف، وتقديم التواصل الواضح، وتقديم الدعم قبل وأثناء وبعد الولادة، ويجب عليهم أيضًا إحالة الأشخاص لعلاج صدمة الولادة عند الحاجة.
9. التحلي بالصبر
التعافي من صدمة الولادة هو رحلة تتطلب الصبر والرحمة الذاتية، من المهم أن ندرك أن الشفاء ليس خطيًا وأن نحتفل بكل خطوة إلى الأمام.
لا تتردد في طلب المساعدة من فريق شيزلونج للاستشارات النفسية، للتواصل مع فريق من أكفأ الأطباء والمعالجين الذين يسرهم تقديم المساعدة والدعم .